مسجد الحسن الثاني المعلمة الروحية والدينية الكبرى استعدادات لاستقبال شهر رمضان الأبرك

إن مسجد الحسن الثاني، إذا كان اليوم يقيم الدليل أكثر من أي وقت مضى على تلك القدرة على استيعاب التأثيرات الخارجية، فإنه يعكس القدرة على التحديث ومسايرة التكنولوجيا التي سخرت بإتقان وذكاء فساعدت على إحياء الماضي واستشراف المستقبل عبر حاضر زاخر بالجهد. لقد ظل هذا المسجد العظيم وفيا للتقاليد الملهمة، منفتحا على المكاسب التكنولوجية المتقدمة مجليا شخصية جلالة الملك، المتعلق أشد ما يكون التعلق بتعاليم الإسلام وروح الحضارة المعاصرة.
هذا ولأجل إحداث نقلة نوعية ترتقي بهذا الصرح الشامخ وتقوي حضوره من مجرد معلمة تعكس الإبداع المغربي في فن العمارة بمميزاته الهندسية والجمالية ، إلى منارة إشعاع ديني فكري وثقافي تعمل على نقل المعرفة ، فإن الإرادة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، قضت بإتمام تهيئة المرافق الملحقة بالمسجد، (المكتبة الوسائطية ، أكاديمية الفنون التقليدية، متحف المسجد) و بغية توفير إطار مؤسساتي يستوعب مختلف الأنشطة و الأدوار المنوطة بهذه المعلمة و يستجيب للطرق التدبيرية الحديثة و يزاوج بين الشفافية و النجاعة، ارتأى جلالة الملك محمد السادس أيده الله، بنظرته الثاقبة ورؤيته السديدة، إحداث مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء تحت رئاسته الشرفية بموجب ظهير شريف للعناية والإشراف على هذه المعلمة التي يفتخر بها المغاربة خاصة والمسلمون قاطبة . وتتكلف المؤسسة بإنجاز أعمال الصيانة، وإصلاح البنايات والتجهيزات، ومراقبة المنشآت التقنية، والقيام بالدراسات والتدخلات العملية اللازمة.
ولبلوغ هذه الأهداف يتم التعاقد مع الشركات في مختلف التخصصات سواء ما تعلق منها بنظافة المركب بأجمعه والذي يضم المسجد والمدرسة والمكتبة الوسائطية وأكاديمية الفنون التقليدية، أو بحراسة جميع مرافق المؤسسة، والتعاقد مع الشركات لأجل الحفاظ على المنشئات التقنية، والبنايات والتجهيزات، والمراقبة والدراسات. هادفة وراء ذلك توسيع قاعدة الاستفادة من هذه المنشآت سواء فيما يخص جانب الزيارات المتنوعة للمسجد، ولمرافقه، وأداء مختلف الشعائر الدينية أو فيما يهم دور الاشعاع العلمي والثقافي الذي يحتضنه المسجد، والمدرسةوالمكتبة الوسائطية وأكاديمية الفنون التقليدية.
بلاغ صحفي
على أنه لا بد من الإشارة إلى أن مجهودات إضافية تبدل في كل المناسبات الدينية التي تحتضنها هذه المعلمة الفريدة ونخص بالذكر منها تلك التي تشهدها خلال شهر رمضان الأبرك من كل سنة وما تتطلبه من توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة حتى تمر في أحسن الظروف والأحوال.
وهكذا تشهد هذه المعلمة الحسنية الفريدة خلال شهر رمضان الكريم إقبال عدد كبير من المؤمنين من مختلف بقاع المملكة، يفضل العديد منهم قضاء شهر التوبة والغفران برحابها، حيث يتناولون وجبة الإفطار بساحتها (البالغ مساحتها 05 هكتارات ويمكنها استيعاب أزيد من 80 ألف مصل ومصلية) أو داخل قاعة الص لاة (مساحتها هكتارين وتستوعب 20 ألف مصل و 05 آلاف مصلية في شرفتين).
احتواء وإرضاء لهذا المد البشري تقوم إدارة المؤسسة بترتيبات استثنائية داخل وخارج المسجد طيلة هذا الشهر المبارك والذي تتخلله العديد من الأنشطة والمناسبات الدينية حيث تقام طيلة لياليه صلاة ال تراويح بمعدل يومي يفوق 30 ألف مصل ومصلية ،كما تشهد ليلة ختم كتاب الله عز وجل استقبال ما يناهز 250 ألف مصل، ويتردد على المسجد طيلة إحياء ليلة القدر المباركة حوالي 180 ألف مصل ومصلية، وبذلك يتم تجهيز الساحة بمكبرات للصوت بتقنيات عالية وتفريش جزء كبير من الساحة بما يناهز 22 ألف متر مربع من الحصائر البلاستكية وبالإنارة الكافية حيث يتم تشغيل
جميع الكاشفات الضوئية والتي تغطي كل أرجاء فناء المسجد حتى تمر صلاة التراويح في ظروف حسنة.
كما يتم وضع رهن إشارة مصالح مفوضية الشرطة التابعة للمسجد ما يزيد عن 400 حاجز حديدي بغية تنظيم المرور بفناء المسجد، ووضع ممرات خاصة بسيارات الإسعاف المتواجدة بالساحة طيلة هذا الشهر المبارك، علما أن إجراءات استثنائية تقوم بها فرقة الوقاية المدنية التابعة للمسجد، وذلك بتوفير الإمكانيات الضرورية تتمثل في سيارات الإسعاف وشاحنات صهريج وتجهيز مصلحة طبية بعين المكان مكونة من 03 أطباء وممرضين.
ونظرا للعدد الهائل من المصليات وعدم استيعاب المقصورتين المخصصتين لهن داخل المسجد (واللتان تتسعان ل 05 آلاف امرأة)، فإنه أصبح لزاما تفريش جزء من ساحة المسجد لاستقبالهن، وارتأت إدارة المؤسسة وضع حاجز بغية حجبمكان الصلاة المخصص لهن.
وللحفاظ على رونق قاعة الصلاة وتوفير الإضاءة الكافية تتم مراقبة جميع ثريات قاعة الصلاة والبالغ عددها 57 ثريا، ويتراوح وزنها ما بين 600 كلغ و 1200 كلغ حيث يتم إنزالها بطريقة أوتوماتيكية لتغيير مصابيحها وتنظيفها، كما تتممراقبة وتشغيل السلالم المتحركة بمقصورات صلاة النساء والتي تسهل عملية الصعود إليها لكبار السن وذوي الحاجات الخاصة.
ولضمان سلامة جميع الوافدين على هذه المعلمة الحسنية الفريدة تتم المراقبة والتأكد من حسن اشتغال نظام الإغاثة الخاص بفتح أبواب قاعة الصلاة والبالغ عددها 52 بابا.
كما يتم تشغيل نظام أشعة الليزر المنبعث من جامور الصومعة كل ليلة إلى حدود الساعة 12 عشرة ليلا وتكمن مهمته في تحديد اتجاه القبلة حيث يمكن للمرء أن يراه على بعد أكثر من 10 كلم من مسجد الحسن الثاني.
ولتسهيل عملية التنقل والدخول والخروج من قاعة الصلاة يتم إحداث مسالك بالأعمدة النحاسية والمجادل، وبغية توفير التهوية والإضاءة الطبيعية للقاعة يتم فتح السقف المتحرك والذي يصل وزنه إلى 1150 طن (زمن فتحه 5 دقائق).
ولتخفيف الضغط على قاعات الوضوء لما تعرفه من اكتظاظ طوال هذا الشهر الفضيل تفتح قاعات الوضوء الخاصة بالنافورات والبالغ عددها 44 وحدة إضافة إلى 600 صنبور والتي يمكن أن تستوعب 1400 متوضئ في آن واحد.
وأوكلت مهمة النظافة إلى شركة متخصصة في هذا المجال والتي تضاعف عدد العمال لديها في هذا الشهر الكريم حتى تحقق التنظيف العام للمسجد والمرافق التابعة له من قاعات الوضوء رجال ونساء والساحة بأكملها والجنبات المجاورة لها ( 05 هكتارات) على أن هذه العملية تقوم بها يوميا الشركة المكلفة بهذه المهمة. وتفريش الزرابي والبساط داخل قاعة الصلاة، وتفريش الحصائر وجمعها خارج المسجد بالصحن قبل وبعد كل صلاة تراويح ويوم عيد الفطر المبارك.
كما أسندت مهمة الصوت داخل المسجد وخارجه، لشركة متخصصة تخضع لمراقبة مستمرة من طرف تقنيي المؤسسة حتى يتم توفير الصوت الجيد في كل أرجاء المركب، وتكمن مهمتها في صيانة المعدات الصوتية مع تصويبها وتوضيبها للتحقق من جودة أدائها وإيصال الصوت إلى كل جنبات ساحة المسجد ...
ولتسهيل عملية التواجد بعين المكان وأداء المهام عن قرب ، تقوم إدارة المؤسسة بتقديم وجبات الفطور لتقني ومستخدمي المؤسسة والساهرين على السير العادي لكل الأنشطة خلال هذا الشهر الفضيل، وكذا لفائدة رجال الأمن التابعين لمفوضية الشرطة الخاصة بالمسجد ورجال الوقاية المدنية والمصالح الخارجية والتي يتضاعف أعدادها خلال ليلة
ختم القرآن وليلة القدر المباركة ناهيك عن تواجد فعاليات المؤسسة من مراقبين ، تقنيين ، حراس ، عمال النظافة ، رجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية طيلة 24 ساعة .
ويتم النقل المباشر لصلاة التراويح عبر أمو اج قناة السادسة بواسطة المركب السمعي البصري الخاص بالمسجد كما تتم تغطيتها من طرف بعض القنوات ووسائل الإعلام الدولية والوطنية المكتوبة والمسموعة.
وبهذا يشهد مسجد الحسن الثاني خلال هذا الشهر الكريم حضورا منقطع النظير والذي تكمن من وراءه دوافع كثيرة نخص بالذكر منها جودة الخدمات التي تقدمها مؤسسة المسجد (، النظافة والصحة، الصوت، شساعة المسجد، الفراش،حسن التنظيم والتأطير، الإنارة، قاعات الوضوء المجهزة بالماء الساخن، الخدمات المقدمة من طرف كل المصالح الخارجية..) والأهم من كل هذا وذاك دفئ ورونق هذا الأثر الإنساني العظيم الذي يأخذ زائريه في رحلة ربانية تفيضبالإيمان عنوانها الطمأنينة والأمن الروحي.
وبمناسبة هذا الشهر المبارك المعظم يتقدم كافة الأطر الإدارية والتقنية للمؤسسة بأطيب وأخلص التهاني لكل المتدخلين و الساهرين على توفير الراحة والطمأنينة و حسن استقبال المصلين والذين ننوه بمجهوداتهم ونقدر دعمهم وتعاونهم لإنجاح عمل المؤسسة ، داعين الله عز وجل أن يهل هذه المناسبة السعيدة على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك
محمد السادس أعزه الله ،بموفور الصحة والعافية والسعادة وأن يبارك جهوده ليحقق للشعب المغربي كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار، وأن يقر عينيه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكيةالشريفة .
راجين من الله عز وجل أن يعيده على الشعب المغربي بالخير واليمن والبركات وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال وينعم على وطننا الحبيب بالأمن والآمن والاستقرار.
كما تقدر إدارة المؤسسة عمل الصحافة المكتوبة الصوتية، المرئية والالكترونية خلال هذا الشهر الفضيل شاكرين لهم حسن التعاون ومواكبتهم لأنشطة المؤسسة ونقلها ونشرها سواء تعلق الأمر بالأنشطة والشعائر الدينية أو تلك المقامة بالمكتبة الوسائطية، وباقي ملحقات مركب المسجد.
وكل عام وأنتم بألف خير.