بعد أزيد من عقد من الزمن على رأس إدارة أكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يحال الدكتور خليل مؤلف على التقاعد...

السيد خليل مؤلف الذي شغل منصب مدير هذه المؤسسة التكوينية رفيعة المستوى منذ إنشائها عام 2012، هو مهندس وأستاذ التعليم العالي التعليم العالي عمل في التدريس بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية قبل أن يشغل منصب مدير أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني.

وخلال السنوات التي قضاها كمدير للأكاديمية استطاع بحنكته وتبصره أن يجعل منها مؤسسة نموذجًية للتوجيه والتكوين من خلال إدارة تميزت بحسن التدبير والحكامة مما سمى بالأكاديمية إلى مراتب عليا جعلتها من بين معاهد التكوين المرموقة والتي قل نظيرها بالعالم العربي بل وبجميع أنحاء العالم، سواء من حيث المناهج التعليمية والتوجيه والمتابعة الدراسية وتقويم الذوق والسلوك والتربية على حب التراث والعمل الجاد للحفاظ عليه وضمان استمراريته وديمومته باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية.

وخلال حفل أقيم على شرف السيد خليل مؤلف وفي شهادة أدلى بها في حق المحتفى به، أكد السيد بوشعيب فقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، على صفات الرجل وسلوكه الذي كان، لمدة أحد عشر عاما، نموذجيا. مشيرا على وجه الخصوص، الى أنه لا يعتقد "أن إنسانا كان يوما مخلصا في عمله وشغوفا بمهمته، مثل السيد مؤلف الذي ظل يتصرف بضمير مهني حي وتفاني مثالي وأدى تضحيات جسام.  وقد اتسمت مسيرته المهنية بصفاته الإنسانية ومهاراته الإدارية بالإضافة إلى كل الجهود التي بذلها لجعل هذه المؤسسة على ما هي عليه اليوم ... ". وفيما يتعلق بالتكريم السيد مؤلّف، أوضح السيد فوقار أنه "إذا كان للتكريم طقوس معينة، فإن ما نقوم به اليوم في حق السيد مؤلّف هو، في رأيي، تكريم خاص من العائلة الكبيرة التي نتواجد فيها داخل المؤسسة، لأحد أعضائها. ومن ثم فإننا لن نقول وداعا لسي مؤلف بل سنقول فقط إلى اللقاء، حيث أننا أبدا لن نستغني عن خبرته ومهاراته وألح على أن يستمر في مرافقتنا في كل ما يهم أكاديميتنا المرموقة على غرار ما يفعله أفراد اخرين من هذه العائلة الكبيرة والمتميزة، ومن بينهم السادة محمد بركاوي وعبد القادر كعيوة…"، واختتم السيد بوشعيب فوقار كلمته بشكر السيد مؤلّف على كل ما بذله من جهود وما قدمه من خدمات للأكاديمية وللمؤسسة بشكل عام متمنيا له التوفيق ودوام الصحة والعافية..

وقد عبرت عدة شهادات أخرى أدلى بها أطر المؤسسة على نفس المشاعر، حيث ركز المتدخلون على الصفات الإنسانية والعملية والإدارية للسيد خليل مؤلف، ومعبرة على عمق العلاقة بالشخص ومرسخة ثقافة الاعتراف والتقدير والامتنان التي تميز جميع أفراد هذه العائلة الكبيرة، كل من موقع مسؤوليته ومركزه وعلاقته بالمحتفى به.

هكذا وبعد هذه المسيرة المهنية الغنية، يغادر السيد مؤلف إلى تقاعد مستحق. وسيشغل منصب مدير أكاديمية الفنون التقليدية الآن السيد مراد موهوب، العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء والذي رحب به، بدوره، السيد المحافظ مشيرا إلى أن " تعيين السيد موهوب في هذا المنصب هو شيء مستحق، خاصة وأن جلب السيد موهوب لا شك في أنه سيحقق المزيد من الانجازات وأنه، من مركزه سيبذل أقصى ما لديه للرقي بالأكاديمية سيرا على خطى سلفه واستفادة من كل التجارب والإنجازات التي تحققت بها". بعد ذلك تم، بمقر إدارة الأكاديمية، التوقيع على تسليم السلط بين السيدين خليل مؤلف ومراد موهوب، إيذانا ببدء هذا الأخير في ممارسة مهامه رسميا.